الجمعة، 13 مايو 2016

و يخفون فى أعماقهم حقيقتهم الشيطانية..! عمرو زين

عقد مع الشيطان..! للمبدع العظيم/.....؟
جلست مع الشيطان على المقهى،
تناقشنا سويا كما جرت عادتنا،
قال بنبرات عالية التردد لم يسمعها غيرى،
عندى سؤال قبل أن أتمم معك الصفقة!
 
أجبت بأريحية: هاتى سؤالك يا أخى !
فأنت تعلم ما أحمله لك من تقديرو معزة !
 
أنت الشيطان لم ألق منك أبداً شرا،
و كل الشر الواقع فى سقف الدنيا ،
يحدثه الانسان بيده و ضد من يدعىّ أخوته،
ثم يرميك بكل الجرائر ظاهرة منها ومستترة،
حتى الجنّة التى قيل أنك كنت وراء خروج آدم منها،
لم يكن لك فى الأمر ذنب،
 
بل كنت مجرد سبب،
و كل منا سبب لغاية أعلى،
ثم أنها لم تكن فى حقيقة الأمر جنة،
فأى جنة تلك التى يُخرَج المرء منها؟!
" جنة الوهم..!" قال الشيطان مبتسما ،
هذا ما حاولت أن أشرحه مرارا لآدم و حوا،
فما وجدت منهما آذاناً صاغية،
وما وجدت منهما فهما،
البشر لا يدركون أن كل ما فى الكون منقلب على رأسه/
فالسماء ليست زرقاء،
والأرض ليست خضراء ،
و ما تصنع من خير ينقلب فى النهاية شر ،
لأنه كان فى جوهره شر،
 
كان فى البدء شر،
و الشر لا يأتى إلا بشر،
و فعل الخيرينقلب فى النهاية شر،
و الكذب ليس بكذب،
والقتل ليس بقتل،
و الحق ليس بحق،
 
والصدق ليس إلا ضرب من ضروب الفسق،
والحياة ذاتها ليس سوى ...،
لهو ..، ولعب..،
قلت مقاطعا أياه:
أفهمك ، الحياة ليست بحياة،
بل هى شكل من أشكال الموت،
ونحن نلهو كأطفال على شاطىء الموت ،
هز رأسه موافقا :
لذا فأحرى أن تدعوا القاتل بواهب الحياة!
و تحتفوا بالقتلة العظام فى تاريخكم على ما فعلوه من قتل،
فكل ما فعلوه أنهم أرسلوا بملايين البشر إلى حدائق الخلد ،
ألا يستحقون لذلك كل تبجيل و مجد ؟!
أنا معك فى كل ما تقوله يا أخى ،
ولكن دعنا الآن نتمم العقد!
قال رافعا سبابته:
 
على شرط..! أن نضع كلامنا السابق ،
فى ملحق خاص و نواصل النقاش حوله فى الغد ،
قلت بدورى: أو بعد غد!
 
فأنت و أنا نعرف كيف أن فكر البشر محدود،
و قد يستغرق الأمر وقتا ،
حتى يصل بهم الفهم إلى ما قد وصلت،
: لن يستغرق الأمر طويلا كما تظن،
و لاتنس أنى اخترق جدران الفكر،
وبت أدرك الحد الذى وصلت إليه قناعات البشر فى الشرق و الغرب،
: إذاً فالبشر على أعتاب الحقيقة
التى لم يدركوها منذ بدء الخلق ؟
: أجل و لست وحدك الذى ستوقع ذات العقد ،
بل كلهم سيأتون ،
للتوقيع أو البصم،
مسكتُ القلم و وقعت بارداتى الواعية الحرة ،
قام الشيطان من مجلسه مهنئا ً:
 
أنت من اليوم شيطان و أنا إنسان،
، هذه اللحظة التاريخية التى استرد فيها ما سُلب منى من حق/
تبادلنا النظرات فى صمت،
 
وقلت فى نفسى:
لا تنس أن الانسانية شر محض..!
يعيشون خلف الأقنعة السامية،
و يخفون فى أعماقهم حقيقتهم الشيطانية..!
عمرو زين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق